يُعتبر التهاب الجيوب الأنفية من الأمراض الشائعة التي تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي وتسبب أعراضًا مزعجة مثل احتقان الأنف، والإفرازات، والصداع. ورغم أن عملية التثقيب كانت تُستخدم في الماضي كإجراء علاج تقليدي في حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد، إلا أن الأطباء اليوم يتجهون إلى خيارات بديلة أكثر فعالية وأقل تدخلًا. الدكتور ألكسندر مياسنيكوف يقدم بديلاً عمليًا لهذه الإجراءات الجراحية.
هل التثقيب مبرر في علاج التهاب الجيوب الأنفية؟
يشير الدكتور مياسنيكوف إلى أن إجراء عملية التثقيب لعلاج التهاب الجيوب الأنفية لا يتم إلا في حالات معينة. ويؤكد أن التثقيب كان من الممارسات الطبية المتبعة منذ عدة عقود، لكنه أصبح أقل استخدامًا في الوقت الحالي. إذا كانت الأعراض تشمل وجود القيح، والحمى الشديدة، والصداع، والألم خلف العينين، فقد يكون التثقيب مبررًا في تلك الحالة. ومع ذلك، يؤكد مياسنيكوف على ضرورة إجراء هذه العملية في المستشفى تحت إشراف طبي، وليس في العيادات الخارجية، وبالتوازي مع استخدام المضادات الحيوية.
استخدام قطرات هرمونية لعلاج التهاب الجيوب الأنفية
بدلاً من اللجوء إلى التثقيب، ينصح الدكتور مياسنيكوف باستخدام قطرات هرمونية تُساعد في تخفيف الاحتقان والتورم داخل الجيوب الأنفية. تعمل هذه القطرات على تحسين تدفق المخاط وتخفيف الالتهاب، مما يساعد في تخفيف الأعراض بشكل فعال. كما يشدد على ضرورة شطف الأنف بمحلول ملحي قبل استخدام القطرات لزيادة فعاليتها في تنظيف الجيوب الأنفية. ووفقًا للطبيب، فإن هذه الطريقة العلاجية قد تساعد في علاج 80% من حالات سيلان الأنف، بما في ذلك تلك التي تسببها البكتيريا، دون الحاجة إلى استخدام المضادات الحيوية.
متى يكون التهاب الجيوب الأنفية بحاجة للمضادات الحيوية؟
رغم فعالية البدائل العلاجية، يشير مياسنيكوف إلى أنه في بعض الحالات قد يكون من الضروري استخدام المضادات الحيوية، خصوصًا عندما يصاحب التهاب الجيوب الأنفية أعراض شديدة مثل الحمى المستمرة والألم الشديد. ولكن يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي دقيق، لأن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى.
علاج التهاب الجيوب الأنفية دون تدخل جراحي
مع تطور الأبحاث الطبية والعلاجات الحديثة، أصبح من الممكن علاج التهاب الجيوب الأنفية بطرق غير جراحية وفعالة. بفضل قطرات الأنف الهرمونية والعناية بالتنظيف باستخدام المحاليل الملحية، يمكن لمعظم المرضى تجنب اللجوء إلى التثقيب أو تناول المضادات الحيوية، ما يساهم في تسريع الشفاء وتقليل المضاعفات.