حذّر الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب المصري، من أن السكتة القلبية المفاجئة أصبحت تمثل “وباء العصر”، مؤكدًا أهمية إجراء فحوصات القلب الدورية مثل رسم القلب العادي، واختبارات المجهود، وفحص القلب بالموجات الصوتية والرنين المغناطيسي، وأحيانًا دراسة الفسيولوجيا الكهربائية للقلب.
وأوضح “شعبان” في تصريحات خاصة لـ”شهد كلينيك” أن كهرباء القلب هي المنظومة المسؤولة عن تنظيم إيقاع القلب وضبط ضرباته، إذ ينقبض القلب بمعدل يتراوح بين 60 إلى 100 مرة في الدقيقة، وذلك بفضل إشارات كهربائية تصدر عن مجموعة من الخلايا في أعلى الأذين الأيمن، والتي يمكن تشبيه دورها بدور المايسترو في تنسيق الإيقاع بين أجزاء القلب المختلفة.
وأشار عميد معهد القلب السابق، إلى أن اضطرابات نظم القلب تحدث عندما تنعدم قدرة النبضات الكهربائية على تنسيق إيقاع القلب بشكل صحيح، ما يؤدي إلى خفقان القلب سريعًا أو ببطء، أو إلى عدم انتظام في ضرباته، وقد لا تكون هذه الاضطرابات ضارة في بعض الأحيان، لكن في حالات أخرى قد تصل إلى حد تهديد الحياة.
أعراض مرض العصر
وأشار “شعبان” إلى أن أعراض اختلال كهرباء القلب تشمل خفقانًا في الصدر، ضربات قلب متسارعة (تسرع قلبي)، ضربات قلب بطيئة (بطء القلب)، ألم في الصدر، ضيق التنفس، الدوار أو الدوخة، العرق الغزير، والإغماء.
وأوضح أن الذبذبة البطينية تُعد أخطر أنواع اضطرابات نظم القلب، وقد تكون مميتة، ففي هذه الحالة، ينبض القلب بسرعة شديدة وغير منتظمة، ما يؤدي إلى اهتزاز البطينين بشكل غير فعال، ما يمنع ضخ الدم بشكل صحيح.
وأكد أنه في حالة حدوث الذبذبة البطينية، ينهار المصاب في غضون ثوانٍ، ويتوقف تنفسه أو نبضه، في هذه الحالة، يجب إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) عن طريق الضغط على الصدر بشكل مستمر بمعدل 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة حتى وصول المسعفين.
تشخيص اختلال كهرباء القلب
وأضاف شعبان أنه قد حدثت طفرة كبيرة في تقنيات تشخيص اختلال كهرباء القلب، سواء بالطرق غير الجراحية أو باستخدام تقنيات قسطرة كهربائية للقلب، مشيرًا إلى أنّ جهاز الهولتر قد تطور ليصبح قادرًا على مراقبة نبضات القلب على مدار 24 ساعة، مع إمكانية إرسال البيانات مباشرة إلى البريد الإلكتروني للطبيب المعالج عبر الأقمار الصناعية في لحظة حدوث أي خلل.
وتابع أن هذه التطورات في التقنيات الإلكترونية أسهمت في اكتشاف مشكلات كهرباء القلب بشكل مبكر، خاصة لدى المرضى الذين هم أكثر عرضة للسكتة القلبية المفاجئة، مؤكدًا أنّ القدرة على مراقبة التغيرات في فترة الجهد الكهربائي للبطين (QT) وموجات T ساعدت في الوقاية من الأزمات القلبية الحادة.
وأشار إلى أنّ جيل جديد من منظمات القلب الكهربائية أصبح قادرًا على التحكم في كهرباء القلب بشكل متقدم، ما يساعد في تنسيق ضربات القلب في الحالات التي تتعرض فيها العضلة القلبية للإجهاد أو الضعف، وبالتالي تحسين وظيفة القلب وضخ الدم بشكل أفضل.
علاج مرض العصر
وفيما يتعلق بالعلاج، أكد “شعبان” أنّ هناك تطورات في تقنيات العلاج، إذ يجري استحداث أنظمة تصوير ثلاثي الأبعاد للقلب بدون استخدام الأشعة السينية التقليدية التي قد تكون ضارة، ومن خلال هذه التقنية، يتم تكوين صورة مجسمة للقلب، وفقًا للنظام الكهربائي للقلب، ما يسهل تحديد الأماكن غير الطبيعية في القلب ومعالجتها.
واختتم بالإشارة إلى أنه جرى دمج هذه الصور مع تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية؛ لتقديم تفاصيل دقيقة حول مشكلات كهرباء القلب، ما يعزز قدرة الأطباء على تشخيص الحالة بشكل أسرع وأكثر دقة