عند دخول فصل الشتاء وتغيير التوقيت، يواجه العديد من الأطفال مشكلة في التكيف مع ساعات النوم الجديدة، مما يسبب قلقاً لدى الآباء. إذا كنت من أولئك الذين يواجهون صعوبة في تعديل جدول نوم أطفالهم مع التوقيت الجديد، فلا داعي للقلق، حيث تكشف الدراسات عن كيفية تأثير تغيير الساعة على نوم الأطفال، وطرق تعديل هذا التأثير لضمان نوم صحي.
كيف يتكيف الأطفال مع التوقيت الشتوي؟
توضح باميلا دوغلاس، الطبيبة العامة والباحثة في دراسات النوم، أن الجسم البشري يحتاج إلى وقت للتكيف مع التغيرات في التوقيت. على الرغم من أن الساعة الرسمية تتغير فوراً، فإن الساعة البيولوجية تستغرق بعض الوقت للتأقلم. وتبين الدراسات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى عامين يحتاجون إلى ثلاثة أيام للتكيف مع التوقيت الجديد، بينما قد يستغرق الأطفال الرضع أقل من عام حوالي ثمانية أيام.
أظهرت دراسة حول تأثير التوقيت الصيفي على نوم الأطفال أن التغيير في مواعيد الاستيقاظ يكون في المتوسط أقل من ساعة، مما يعني أن الأطفال يحصلون على قسط أقل من النوم بشكل عام. في المقابل، يعود نوم الأطفال الصغار إلى طبيعته بعد أسبوع واحد من تغيير التوقيت، بينما يعاني الرضع بين ستة أشهر و11 شهراً من نقصان طفيف في ساعات النوم قد يستمر لأسابيع.
النوم في الشتاء هل تتغير ساعات النوم مع الفصول؟
يظهر من خلال أبحاث عديدة أن نوم الأطفال ليس ثابتاً على مدار العام، بل يتأثر بشكل كبير بتغير الفصول. في الشتاء، يميل الأطفال إلى النوم لفترات أطول مقارنة بفصل الصيف. تشير الدراسات إلى أن الأطفال ينامون في المتوسط حوالي 53 إلى 56 دقيقة أكثر في فصل الشتاء مقارنة بالصيف. هذا التغير في نوم الأطفال قد يكون له علاقة بتغير ساعات النهار، حيث تتغير مدة النوم الليلي في المجتمعات المختلفة وفقاً للفصول.
لكن، هل يؤثر هذا التغير في النوم على تطور الأطفال؟ في حين أظهرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين زيادة النوم العميق في الشتاء وتحسين تطور الرضع النفسي الحركي، لا توجد أدلة قاطعة تثبت أن النوم الأكثر عمقاً يؤدي إلى تطور إيجابي ملحوظ على المدى الطويل.
كيفية التعامل مع تغيير مواعيد النوم
إذا كنت ترغب في مساعدة طفلك على التكيف مع تغيير التوقيت، ينصح الخبراء بتعديل مواعيد النوم تدريجيًا. يمكن للآباء تعديل أوقات النوم ببطء بحيث يعتاد الطفل على التوقيت الجديد، مع الحرص على استغلال الضوء الطبيعي خلال النهار والظلام ليلاً لمساعدة الجسم على إعادة ضبط الساعة البيولوجية. كما يُفضل تجنب التعرض المفرط للضوء الصناعي ليلاً، واستخدام الستائر المعتمة لتعزيز النوم الجيد.
في النهاية، وعلى الرغم من التحديات التي قد تطرأ بسبب تغيير التوقيت، إلا أن النوم لدى الأطفال يبقى مرناً ويمكن التكيف معه إذا تم اتباع بعض الإرشادات التي تضمن راحة الأطفال في جميع الفصول.