إذا كان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش قد ظل طوال حياته “يحن إلى قهوة أمه” ويصف القهوة ب “أخت الوقت” و«مفتاح النهار »، فإن الشاعر السوري الكبير نزار قباني كان يؤكد دائما أن “القهوة لاتشرب على عجل أو على ملل أو على زعل” وأن “امرأة تحب القهوة والورد وترقص فرحا لقطع الشكولاته هي إمرأة لن تفقد طفولتها أبدا”.
عشق القهوة لا يقتصر على الشعراء ولكنه يمتد إلى الملايين من البشر الذين احتفلوا يوم السبت الماضي ب “اليوم العالمى للقهوة”، وهي ساعات يحتفي فيها عشاق القهوة حول العالم بهذا المشروب الصباحى الذي يشربه الكسول حتى ينشط والنشيط حتى يزداد نشاطا وحيوية ويصاحب ساعات الفرح والحزن على السواء.
وتصنع القهوة من البن، والبن – كما أكد الدكتور هشام الفخراني أستاذ القلب ومدير مستشفى مبرة مصر القديمة بالقاهرة – هو مصدر العديد من المغذيات ومنها مادة “الكافايين”.
وأضاف الدكتور الفخراني أن الفائدة تكمن في البن الفاتح وليس البن الغامق، فكلما ازداد تحميص البن كلما ارتفعت نسبة الكربون فيه، والكربون من المواد التي تحفز نشوء الأورام لمن لديه استعداد وراثي.
وأكد الدكتور الفخراني إن الإنسان يحتاج إلى الكافايين ولكن بجرعة معتدلة.
وقال إن هذه الجرعة تقدر من فنجان إلى فنجانين في نصف اليوم الأول، أما في نصف اليوم الثاني فيفضل عدم تناول القهوة لأن جينا من الجينات مسؤول عن التفاعل مع “الكفايين” ولو كان هذا الجين نشطا فإن “الكافايين” يؤدي إلى عدم القدرة على النوم لأنه يساعد على تكوين “الدوبامين” في الدماغ، مما يؤدي إلى السهر إذا ما تناول الشخص القهوة بعد الثالثة عصرا.
تنشط الدورة الدموية والقلب
وتابع أن “الكافايين” يحسن أداء الدورة الدموية وينشط القلب، مما يؤدي إلى زيادة الإنتباه في حالة تناولها بشكل معتدل أما إذا زاد معدل تناولها عن حده فإنها تتسبب في مشكلات للجهاز العصبي.
ونصح كل من لا يفضل تناول القهوة أن يحتسي فنجانا واحدا على الأقل منها لأنها تساعد – بطريق غير مباشر – في امتصاص المعادن.
وقال إن القهوة العربي “القهوة الخضراء” أكثر فائدة من القهوة المحمصة بشرط أن يكون حجم الفنجان مقبولا وليس كبيرا.
القهوة هي المتهم البرئ حتى تثبت إدانته
قهوة الظهيرة
وأشار الدكتور الفخراني إلى أن القهوة هي المتهم البرئ إذا التزمنا بالنسب المعتدلة وتثبت إدانة هذا المتهم إذا زاد استخدام القهوة لأنها عند ذلك تؤدي إلى أضرار ومشكلات للقلب والجهاز العصبي.
وتابع : أنا ضد أي مصنعات عمومًا و”النسكافية” يحتوى على تركيز عال جدا من الكافايين بينما جسم الإنسان يحتاج إلى نسبة معتدلة منه.
وأوضح أن الجين النشط في التفاعل مع الكافايين يُعرف إذا تناول الشخص فنجانا من القهوة بعد الظهر، وأدى ذلك إلى عدم قدرته على النوم في المساء، وفي هذه الحالة يجب عدم تناول القهوة في النصف الأخير من اليوم، والاكتفاء بها في النصف الأول من اليوم بحد أقصى فنجانين فقط.
وأشار إلى أن هناك أشخاصا في النصف الأول من العمر يكون جين التفاعل مع الكفايين عندهم خاملا وهؤلاء الأشخاص مهما تناولوا من القهوة فإنهم لا يسهرون ولكن في النصف الثاني من العمر ينشط عند هؤلاء الأشخاص الجين فيؤدي إلى السهر حتى الصباح.
مفيدة بشرط
وحول أضرار القهوة على صحة الإنسان، أكد الدكتور الفخراني أن القهوة إذا تم تناولها بكميات كبيرة عن الحد المطلوب فإنها تؤدي إلى إرهاق القلب والجهاز العصبي.
وأوضح أنها لا تؤدي إلى أي أضرار أخرى على صحة الإنسان، وأن كل ما يُشاع في هذا الصدد غير صحيح.
وأضاف أنَّ “الكافايين” إيجابي جدًا لصحة الإنسان إذا ما تناول في النصف الأول من اليوم فنجانين بحد أقصى