كشفت منظمة الصحة العالمية (WHO)، أنّ السمنة من أبرز التحديات في القرن الواحد والعشرين، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، كونها تزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة والمضاعفات الصحية، مثل مرض السكري من النوع الثاني، إلى جانب تطوير مقاومة الأنسولين.
أما بالنسبة لأمراض القلب والشرايين، فإن السمنة تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وتصلب الشرايين، ما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
السمنة والسرطان
وتعد السمنة أيضًا عامل خطر رئيسي لعدة أنواع من السرطان، مثل سرطان الثدي، القولون، الكبد، البنكرياس، والمريء، إذ تؤدي الزيادة في الدهون بالجسم إلى زيادة مستويات بعض الهرمونات التي تشجع على نمو الخلايا السرطانية، كما أن الأفراد الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة تؤدي إلى نقص الأوكسجين في الدم، ما يسبب مشاكل صحية إضافية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وتُظهر تقارير منظمة الصحة العالمية أيضًا أن السمنة تسبب زيادة في مستويات الالتهابات المزمنة بالجسم، ما يعزز من تطور العديد من الأمراض، مثل الأمراض القلبية، السكري، وأمراض الكبد، كما تضع السمنة ضغطًا إضافيًا على المفاصل، خاصة مفاصل الركبتين والوركين، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل ويؤدي إلى الألم والعجز الحركي.
وتؤثر السمنة أيضًا على الكبد، ويمكن أن يُصاب الأشخاص الذين يعانون من السمنة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، والذي يتطور إلى تليف الكبد أو حتى سرطان الكبد في الحالات المتقدمة، كما ترتبط السمنة بزيادة معدلات القلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية، نتيجة للوصمة الاجتماعية المرتبطة بزيادة الوزن.
أما في ما يخص الخصوبة، فإن السمنة تؤثر بشكل كبير على النساء، إذ يمكن أن تسبب مشاكل في الدورة الشهرية أو صعوبة في الحمل نتيجة لتأثيرها على مستويات الهرمونات.
وسلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على عدة عوامل تسهم في تفشي السمنة، مثل التغيرات في نمط الحياة، نقص النشاط البدني، التغذية غير المتوازنة، والعوامل الوراثية، كما أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية تؤثر أيضًا على سلوكيات الأفراد الغذائية وأنماط حياتهم.
من أجل مكافحة السمنة وأمراضها المرتبطة، أوصت منظمة الصحة العالمية بتشجيع النشاط البدني، مثل ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يوميًا من النشاط البدني المعتدل على الأقل)، وتحسين أنماط التغذية عبر الحد من استهلاك الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية (مثل الأطعمة السريعة، المشروبات الغازية، والحلويات) وتعزيز استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف (الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة).
كما أوصت المنظمة عبر موقعها الإلكتروني بدعم السياسات الصحية التي تشجع على التغذية السليمة والنشاط البدني، مثل فرض ضرائب على المشروبات السكرية أو تطوير بيئات تشجع على المشي والرياضة، وكذلك رفع مستوى الوعي لدى الأفراد حول مخاطر السمنة وأهمية التغذية المتوازنة والنشاط البدني.