كشفت دراسة حديثة عن رابط جديد بين الإجهاد المزمن وتفاقم سرطان القولون والمستقيم، حيث أشارت إلى أن الخلل في توازن بكتيريا الأمعاء قد يكون السبب الرئيسي. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام طرق مبتكرة للوقاية والعلاج من السرطان.
تم تقديم هذه الدراسة خلال أسبوع “UEG 2024” في فيينا، حيث قام فريق بحثي بقيادة الدكتور تشينج لي بإجراء تجارب على الفئران لمعرفة كيف يؤثر الإجهاد المزمن على تطور الأورام. وجد الباحثون أن الإجهاد يساهم في اختلال توازن الميكروبيوم المعوي، وهو المجتمع البكتيري الذي يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الأمعاء والمناعة.
أظهرت النتائج أن الإجهاد المزمن لم يزيد فقط من نمو الأورام، بل تسبب أيضًا في انخفاض حاد في أعداد البكتيريا المفيدة، لا سيما بكتيريا Lactobacillus. هذه البكتيريا، وخاصة نوع Lactobacillus plantarum، تساهم في تعزيز وظائف المناعة وتنظيم استقلاب الأحماض الصفراوية، ما يدعم قدرة الجسم على محاربة السرطان.
المثير في الأمر أن تقديم مكملات تحتوي على L. plantarum للفئران المعرضة للإجهاد أدى إلى تقليل تكوّن الأورام، مما يشير إلى إمكانات هذه البكتيريا كعلاج مساعد في مكافحة السرطان.
الدراسة تلمح إلى إمكانية دمج مكملات L. plantarum مع العلاجات التقليدية لسرطان القولون والمستقيم، خاصة للمرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الإجهاد المزمن، هذا النهج قد يفتح آفاقًا جديدة في العلاجات المستقبلية للسرطان.